الجمعة، 18 أبريل 2008

مجتمع من ورق


فلسطين ....
كلمة كبيرة ذات معاني ودلالات مؤثرة في حياة عشاقها ومحبيها فكانت وظلت هدفا غاليا على كل من يريد للحرية والاستقلال والتقدم الطريق للوصول فكان الشهداء من الشعب ومن القادة ومن كل الاطياف والالوان دون تحديد من يموت قبل من الجميع في خانة الموت بين يدي هذا المحتل سواءفعلت الاصوات منذ بدايات النكبة العربية 1948على ان فلسطين هي ارض رغم الاحتلال موحدة ولا يستطيع احد ان يفرق بين ابناءه الذين يقفون كالسد المنيع في وجه اي محاولة لتشتيت قواهم فلم تخر تلك القوة وبقيت متدرجة مع تدرج الزمن متنقلة بين هذا التاريخ وذاك مسطرة اسمى ايات التحدي والصمود فكان كما عهدنا اجدادنا يخبروننا عنه المجتمع الحديديظللنا على هذا الحال وكل يوم تزيد ثقة شعبنا ببعضه البعض وتقوى الروابط بينه ويزداد بنيانه قوة فرغم محاولات الاجهزة الصهيونة في اضعاف المجتمع الفلسطيني الصعب المنال استطاع الفلسطينيون ان يعملوا على صد هذه المحاولا الفاشلة ولكن ....!!!!!هل بقى هذا المجتمع الحديدي صامدا ؟؟ او حتى موجودا الان ؟واجابتي كلها حسرة لا فتخرج هذه الكلمة من فمي مصحوبة بتنهيدة تعبر عن الم شديد يعتصر قلب كل من هو حريص على ان تبقى فلسطين هي فلسطين الموحدة دون شقاق وفراق ولكن الذي حصل مزق القلوب ودمر الافئدة والعقول وجعلنا هائمين في نزاع همجي وحشي ازيحت جانبا عنه اي معان للوطنية او لدماء من حملوا على اكتافهم هم القضية وليس هم هذه الدنيا بما فيها ومن فيها .فبالرغم من صراعنا المرير مع الصهاينة لم يكن هذا الصراع عذرا يوقفهم عند حدود الوطنية ولكن بلا جدوى التقا الطرفان وبدأ اشهار السلاح واطلاق النار واغتيالات متبادلة غير مبررة لاناس كانوا قبل النزاع يبيتون في خندق الرباط سويا وتحول القطاع المغلوب على امر سكانه الى ساحة حرب حارة جدا صهرت الحديد او بالاحرى دمرت المجتمع الحديدي وحولته الى مجتمع من ورق في مهب الريح تاخذها الرياح من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال تعبث بمقدراتها وحياتها وتاريخها فكان ذاك النزاع الاسود على اللا شيء سببا وجيها لتتنصل اسرائيل من اي معنى للانسانية وتستبيح الدم الذي لم يستبيحه النزاع وتعيث في ارضنا فسادا فزادت وكما يقولون من الطين بلة فتحول قطاع غزة الى مستنقع يجتمع فيه الثالوث المدمر الجهل والفقر والمرض واصبحت الحياة بالنسبة الى من هم في القطاع عبارة عن حياة بلا معنى حياة بائسة بكل معنى الكملة فاقبل الشباب ليس لهم عمل الا اختلاق النزاعات فيما بينهم وكذلك قلة الموارد ارجعت المجتمع الغزي خصوصا حوالي 100 عام الى الوراء فلالا شيء موجود ومن يسقط سقف منزله لن يجد شيء يعيد بنائه به فتدمرت الامال وضاع الحلم تقريبا في وطن موحد مع تعنت اطراف النزاع دون الالتفات الى فلسطين الغالية فاصبحت غزة على ما هي عليه الان دمار في الممتلكات نتيجة الاقتتال والعدوان موت في كل مكان من المرض والاقتتال والعدوان جهل يتسرب الى البيوت نتيجة الاقتتال والعدوان فقر يقتحم البيوت نتيجة الاقتتال والعدوان ادمان يدق ناقوس الخطر نتيجة الاقتتال والعدوان هذا حال غزة اما عن الضفة فهناك الحياة تختلف اختلافا كليا عن حياة الغزيين فبالاعتبار ان هناك موجود ما هو ليس موجود بغزة من موارد ووضع ميسور نوعا ما رغم الحواجز الاحتلالية التي تقطع الضفة لاجزاء ورغم الجدار العازل فليست الضفة رغم حالها المعقول افضل حالا من غزة فالجدار والحواجز جعلا منها سجنا لا حركة بين زنازينه وضاعت اوصاف الوحدة بين الشطر الفلسطيني الاكبر (الضفة الفلسطينية) داخليا وايضا بينه وبين الشطر الاصغر حجما (القطاع الفلسطيني) فاختلطت الاوراق وتبعثرت الاحلام ودارت الدنيا في فلك مع الدموع خوفا من كلمة اللا عودة وبعد هذا كله الم يبقى ان نقول ان مجتمعنا الحديدي تحول الى مجتمع ورقي باهت الملامح والاوصاف ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: